القوة الناعمة والتحديات السياسية
الملخص
إنّ من أبرز التطورات في مفهوم تحقيق القوة والسلطة لدى الدول العظمى في هذا الزمان ما اصطلح عليه باستعمال القوة الناعمة. فقد ظهر بعد الحرب العالمية الثانية مفهوم القوة الناعمة في أمريكا ، فرضت الحرب العديد من المتغيرات على الفكر السياسي الامريكي لتوسيع الرؤية المواكبة لتلك التغيرات لتشمل قوى دولية وهيمنات ثقافية وسياسية لا مفر منها تتواكب مع ما شهده العالم من قفزات اقتصادية و سياسية.
كان لدى أمريكا من اساليب الإداء الإستراتيجي المستقبلي لضمان هامشاً واسعاً من الهيمنة في القرن الجديد، يحتم عليها ان ترتكز على مصادر القوة الناعمة بدلاً عن تلك الصلبة، فكان جوزيف س. ناي من ابرز المنظرين لهذه الفكرة بعد ان تلمس مظاهر الانحدار الأمريكي في عالم تغير كثيراً ولكن - بحسب جوزيف ناي - ادوات السياسة الأمريكية لم تتغير، فالعالم اصبح متشابكاً في حواضر معولمة وان الولايات المتحدة تسيطر على اهم مصادر القوة الناعمة من البرامج التلفزيونية والافلام والاعلام والتعليم الى برأت الاختراع والرياضة، لذلك بحسب هذا الرأي لابد ان توظف الولايات المتحدة مستقبلا بتركيز اكبر على اهم مصادر الجاذبية الأمريكية وهي القوة الناعمة والتي تسند الهيمنة بالتمدد في استخدامها وليس العكس كحال القوة الصلبة التي ترهق الاقتصاد الأمريكي .
وجد جوزيف ناي ان القوة العسكرية والاقتصادية أو ما يطلق عليهما :القوة القاسية أو الصلبة ، لم تعد كافية في الهيمنة او السيطرة، لذا فهو يدعو الولايات المتحدة الاميركية الى استخدام قوة غير عسكرية في الترويج والترغيب لافكارها وسياساتها. ويعتقد ناي، ان استعمال القوة من قبل القوى الكبرى الاخرى ، قد يشكل خطراً على اهدافه وتطلعات الولايات المتحدة الاقتصادية والسياسية وحتى الثقافية.